في عالم المنتجات الرقمية : هل البيع على مدار العام أفضل أم حدث إطلاق launch الذي يدوم لفترة محدودة هو الأفضل؟
إذا كنت تشعر دوماً بالحيرة من الاختيار بين: استراتيجية بيع دائم أو إقامة حدث إطلاق launch اقرأ هذه التدوينة

آخر تحديث للمقالة في تاريخ 04/02/2019: الحاجة إلى التفكير في استراتيجية بيع دائم أو حدث اطلاق في الأعمال التجارية الرقمية🤔:
تعتبر مسألة التفكير في اعتماد استراتيجية بيع دائم أو حدث اطلاق launch مسألة تحتاج إلى الكثير من التفكير، واتخاذ أي قرار في هذا المجال يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مسار أعمالك التجارية وأرقام المبيعات!
ليس هذا فقط، بل يؤثر مثل هذا القرار على الأسلوب الذي يتفاعل من خلاله الناس مع اقتراحاتك، وحتى يؤثر ذلك على المهارات التسويقية التي يجب عليك تطويرها.
لهذا السبب، فكرنا في إعداد موضوع يتحدث عن العوامل التي تساعدك على اتخاذ قرارك: بيع دائم أو حدث اطلاق ! سوف نتحدث عن مزايا ومساوئ كل طريقة من هذه الطرق!
وسوف نتحدث عن نقاط وجوانب أخرى هامة، لهذا قررنا أن نضع هذا الجدول للفقرات التي ستمر في هذا المقال:
ما معنى أن يتم اختيار استراتيجية بيع دائمة لمنتَج ؟
تُعرف استراتيجية البيع الدائمة في اللغة الإنجليزية باسم evergreen.
نقصد بالاستراتيجية البيعية الدائمة:عملية بيع منتَج ما أو خدمة على مدار العام وفي كل يوم، من دون أن نصل إلى إغلاق سلة المشتريات، وكنتيجة على ذلك، يصبح من المستحيل شراء المنتَج.
بمعنى آخر: هو الاستراتيجية التي يتم من خلالها طرح المنتَج أو الخدمة بشكل دائم على مواقع الويب، وبإمكان الشخص شراءها متى أراد فلا يتعرض لخطر أن يفقد فرصة شرائها!
المنتجات التي تُطبق عليها استراتيجية بيع دائمة: هي المنتجات التي تلقى طلباً معقولاً عليها طوال السنة، وتمر هذه المنتجات بحالة من النمو المستقر (لو نظرنا إلى الرسم البياني الذي يرصد حركة البيع لوجدناه أفقياً يسير من دون تعرضه إلى الكثير من التعرجات والتي تمثل هبوطاً أو ازدياداً مفاجئاً في أعداد المبيعات!).
إعداد قمع للمبيعات يكون دائم الخضرة
إن كلمة قمع funnel بالنسبة لنا نحن العرب هي كلمة غير شائعة الاستخدام كثيراً فيما يتعلق بمجال التسويق! فلو تصفحت الانترنت وكتبت عبارة (قمع المبيعات) أو (قمع البيع) ستجد أن النتائج قليلة على نحو ملحوظ! 😕
لهذا سنبدأ ونشرح لك:
معنى كلمة القمع funnel في مجال التسويق والبيع:
ربما سيكون أسهل شرح معنى القمع من خلال أمثلة عملية وقد ترى بعضها أمام عينيك لكنك لا تعرف أن ذلك يُمثل تجسيداً عملياً لمراحل قمع البيع Sales Funnel.
لنفترض أنك تريد شراء ساعة يد على الإنترنت!
تتصفح مواقع الويب على الانترنت تلاحظ وجود موقع مثل سوق كوم، تتصفح المواصفات والموديلات الموجودة، وعندما تجد الموديل بالسعر الذي يناسبك، تقرر الشراء، تنقر على زر موجود مثل (عرض المزيد)، وتنتقل إلى صفحة أخرى تمثل صفحة الدفع Checkout !
وبعد ذلك تحدد طريقة الدفع وتنقر على زر موجود في هذه الصفحة (ادفع الآن) أو (تأكيد الدفع)، ثم تصل إلى صفحة جديدة تشكرك على الشراء وتؤكد لك بأن الشراء قد تم!
باختصار تكون في هذا المثال قد مررت بالمراحل التالية:
موقع للتجارة الإلكترونية > صفحة بيع خاصة بالموديل > صفحة الدفع > صفحة الشكر على الشراء
هذه المراحل التي تم رسمها لك أي الطريق التي يجب أن تسلكها للشراء هي ما نقصد به (مراحل قمع المبيعات)!
كان هذا المثال من وجهة نظر شراء منتَج مادي! دعنا نتحدث الآن عن مثال يجسد:
الطريق الذي يسلكه شخص ما للاشتراك في كورس على الانترنت (منتَج رقمي)!
مثال تخيلي: طلال شخص سعودي لديه مدونة Blog يتحدث فيها عن مواضيع تنمية شخصية!
وكان لديه مقال يتحدث عن أهمية تنظيم الوقت!
في يوم من الأيام يدخل شاب مغربي اسمه سعيد إلى المدونة عن طريق جوجل بالصدفة، وهو شاب يدرس في الجامعة قبل الظهر ويعمل في فترة بعد الظهر!
وبينما يتصفح سعيد عناوين المدونة (التدوينات) في مدونة طلال، يعثر على الموضوع الذي يتحدث عن تنظيم الوقت!
بالطبع يفرح كثيراً بذلك! ويقرأ الموضوع بالكامل!
يقرأ سعيد المقال ويتعرف على أهمية تنظيم الوقت، و يقرأ طرق واستراتيجيات مفيدة تساعده على تنظيم وقته! وجد سعيد ذلك رائعاً. لكن في نهاية المقالة، يلاحظ سعيد وجود نص يقول ما يلي:
“في حال استفدت من هذه النصائح التي شاركتها معك حول تنظيم الوقت، وأردت معرفة المزيد، لا تقلق، فقط اشترك في الدورة التدريبية (كورس تنظيم الوقت ببساطة)، يمكنك الشراء والاشتراك شهرياً من خلال الرابط التالي (link)….”.
هنا يزداد حماس سعيد أكثر ويدخل إلى رابط الكورس الذي وضعه الكاتب طلال ضمن المنصة الرقمية هوت مارت ، فيجد نفسه في صفحة بيع Sales Page تتحدث عن مزايا الكورس، ويظهر فيها طلال من خلال فيديو تقديمي يتحدث فيها عن نفسه وعن مدى أهمية الكورس في تنظيم الوقت.
يظهر سعر الاشتراك USD 50,00 شهرياً. يضغط على الزر “الاشتراك الآن” ويدفع لقاء الاشتراك وينتهي الأمر!
لو تأملنا في الطريق التي رسمها الكاتب طلال، والتي سار فيها الشاب سعيد إلى أن اشترك في دورته التعليمية، نجدها كما يلي:
مقالة في المدونة Blog < صفحة البيع التي تتعلق بالدورة تنظيم الوقت < صفحة الدفع < شراء الدورة
هذه الطريق التي رسمها الشاب طلال تمثل مراحل ساعدت الشاب سعيد على التقدم في مسيرة الشراء لديه إلى أن اشترى الدورة! هذه المراحل في مجموعها تشكل قمع المبيعات Sales Funnel!
ماذا عن قمع المبيعات الدائم ؟ Evergreen Sales Funnel
من الاسم نستنتج أن هذا القمع يتم وضعه ليعمل على مدار العام من دون أن يشهد انقطاعات!
أي قمع المبيعات الدائم هو مجموعة من المراحل التي يضعها صاحب العمل التجاري وتصلح للعام بأكمله!
تقود هذه المراحل الزبون المُحتمل بدءاً من نقطة تواصله الأولى مع العلامة التجارية عبر موقعها أو على الانترنت، وانتهاءً باللحظة التي يقوم فيها الزبون المحتمل بإتمام الشراء والدفع لقاء الخدمة أو المنتَج.
المزايا التي يحققها قمع البيع الدائم للأعمال التجارية
1- إمكانية التنبؤ بحساب العائدات.
هذا الأمر ممكن لو كانت لديك معلومات تقريبية عن الفترات الزمنية على مدار العام والأرقام الوسطية للمبيعات خلالها.
2- التعرف بشكل تقريبي على المقدار الذي ستبيعه في الشهر.
يصبح من السهل عليك أن تختبر إجراء تحسينات على الاستراتيجية لديك والحصول على النتائج بأقل المخاطر.
3- في قمع المبيعات الدائم يدخل زبائن جدد بشكل دائم
ويمكنك هنا تقديم خيارات معينة من استراتيجيات الارتقاء بالبيع upsell أو استراتيجية الهبوط بالبيع downsell بهدف زيادة العمر الزمني للزبائن والتخفيف من التكاليف التي تصرفها لاقتناء الزبائن!
4- استراتيجية قمع البيع الدائم مفيدة للعلاقة مع المسوقين بالعمولة
حيث يمكنهم تحسين الحملات التسويقية، وكذلك الصيغ عندما يرغبون بذلك، يمكنهم اختصار المعدل الوسطي للوقت اللازم للزبون المحتمل لاتخاذ قراره بالشراء، وإعداد عروض مغرية خلال تواريخ خاصة.
5- تحسين الحركة الشبكية (الترافيك) على المنتجات الدائمة
بالاعتماد على اتباع استراتيجية قمع مبيعات دائم يمكن لصاحب العمل التجاري الرقمي على الانترنت أن يحسن من حركة الزيارات على المنتجات الدائمة، ويقوم بذلك بطرق أقل تكلفة وأسهل مما لو كان يتبع استراتيجية إطلاق منتجات launch.
الإعلانات المعتادة تعمل على توليد حجم أكبر من المعلومات، التي يتم استخدامها لجعل تقسيمات الشرائح السوقية أكثر تحقيقاً لهدف الأعمال.
مساوئ استخدام استراتيجية قمع المبيعات الدائم
1- ازدياد حجم العمل لكسب عملاء محتملين leads طوال العام
لو كنت تفكر في تحقيق المبيعات على مدار العام سوف يتوجب عليك بذل جهد أكثر، واستراتيجيات أكثر تساعدك على كسب عملاء محتملين leads طوال العام.
وهنا يكون الحل هو العمل على تعزيز استراتيجيات التسويق الداخلي Inbound Marketing لديك، لتعمل من خلالها على جعل العملاء المحتملين يأتون إليك!
أي من الضروري دوماً أن تضع الاستراتيجيات التي تجذب الناس والتي تُظهر لهم أن ما يبحثون عنه موجود تماماً لديك! (بشكل يتغلب على المنافسين)😉
خصوصاً على الانترنت والتي تقدم العديد من الخيارات البديلة للزبون، فلو كان الزبون المحتمل يبحث عن دورة تعليمية تتحدث عن تعليم الإكسيل، سوف يجد العديد من الأساتذة الذين يطرحون دورات تعلم ذلك!
من هنا يزداد عامل التحدي والصعوبة أمام صاحب العمل التجاري على إبداع الطرق والأساليب التي تؤثر على خيارات الزبون أو الطالب ويجعله يختار دورتك التعليمية دون غيرها من الدورات الشبيهة.
2- صعوبة استخدام عامل الندرة Scarcity الفعال عادة في مجال البيع
بما أن المنتَج التعليمي أو المنتَج الرقمي سيكون متاحاًً طوال العام للشراء، برأيك كيف يمكن لصاحب العمل التجاري أن يستغل عامل الندرة لتحفيز الزبون على الشراء الآن؟
إذا كنت لا تعرف ماذا يعني عامل الندرة، سوف أشرح لك!
عامل الندرة أو Scarcity هو استراتيجية من استراتيجيات المحفزات النفسية Psychological Triggers التي تزرع في ذهن الزبون فكرة أن المنتَج لن يكون متاحاً دوماً للشراء، وأنه إذا لم يسرع العميل لشراء المنتَج الآن لن تتوفر أمامه فرصة أخرى للشراء.
تركز هذه الاستراتيجية على جعل الزبون المحتمل يشعر أن لديه فترة محدودة جداً لشراء المنتَج. كأن تنقل له فرصة أن “الكمية محدودة” ، “حسم خاص على أول 100 نسخة رقمية مباعة”، “بقي 3 أيام على العرض”، “العرض محدود جداً”…الخ أراهن على أنك شاهدت مثل هذه العبارات على الكثير من المواقع الإلكترونية!
لكن عندما يكون المنتَج معروضاً دوماً للبيع يصبح من المعقد استخدام مثل هذه التقنية لإقناع الزبون بالشراء الآن!
3- استراتيجية البيع الدائم لمنتَج يمكن أن تكون أقل اغراءً للمسوّق بالعمولة
عندما يكون المنتَج متاحاً دوماً للبيع، وكما ذكرنا، سيكون هناك تقدير إجمالي لحجم العائدات والإيرادات الدورية المتحققة، وذكرنا أن الإيرادات تتمتع بثبات نسبي نوعاً ما.
في ظل هذه الظروف قد تلاحظ أن هذه المعطيات لن تكون مغرية لبعض المسوقين بالعمولة الذين يرغبون في الحصول على ربح أعلى أو بشكل سريع، أو يحلمون بمضاعفة أرباحهم المتحققة من البيع خلال فترة قصيرة نسبياً.
وبعد فترة زمنية من اتباعك استراتيجية البيع الدائم قد تشهد خروج بعض المسوقين بالعمولة وعدم رغبتهم بتسويق دورتك التعليمية أو الكورس.
طبعاً نلاحظ شيوع هذا العامل في الكورسات والدورات التي لا تحظى بمعدل مبيع عالٍ عادة، أو تلك التي تكون في بداية نموها.
وهنا يتوجب على صاحب العمل التجاري الرقمي أن يقوم بوضع الاستراتيجيات المخصصة والعروض المغرية التي تؤثر على تحفيز المسوقين بالعمولة على البقاء والاستمرار في التسويق لدوراته وكورساته.
إن كل منتَج أو خدمة تُباع بشكل دائم تستهلك حيزاً أكبر من وقت صاحب الأعمال مما يؤثر أحياناً على قدرته على إتمام كل ما خطط له في وقته!
ما هي استراتيجية إطلاق المنتجات launch ؟
يمكن أن نفكر في أن حدث الإطلاق launch يُشبه في المبدأ والطبيعة فكرة إقامة معرض Exhibition.
عندما نفكر في معرض، يتبادر إلى ذهننا مباشرة أنه عبارة عن حدث أو عرض تقديمي يُتاح في أغلب الحالات لفترة زمنية محددة، تتخللها العروض والميزات الخاصة، وبمجرد انتهاء فترة المعرض ينتهي كل شيء!
وكل شخص لا يتمكن من الشراء من ذلك المعرض سيتوجب عليه الانتظار حتى إقامة معرض آخر!
هكذا يمكننا فهم معنى إقامة حدث إطلاق launch أيضاً!
في حدث الإطلاق يتم عرض منتَج تعليمي أو دورة تعليمية للبيع خلال فترة زمنية لها بداية ونهاية ويتم الإعلان عن ذلك بشكل مسبق باستخدام إعلانات ممولة ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يتيح للناس أن يعلموا بهذه الفرصة بشكل مسبق ليستعدوا جيداً لهذا الحدث!
وقد يلجأ رائد الأعمال التجارية إلى الإعلان عن ذلك عن طريق الهاتف الجوال. حيث يمكن له أن يرسل رسائل إلى زبائنه السابقين وغيرهم يخبرهم فيها عن حدث الإطلاق الذي سيقوم به، حيث بات الهاتف الخليوي المتنقل وسيلة عصرية وأثبتت جدارتها في هذا المجال أيضاً.
مزايا إقامة حدث إطلاق launch من أجل المنتجات الرقمية
1- الفعالية العالية لعامل الندرة Scarcity
كما وجدنا أن عامل الندرة Scarcity لا يعمل بشكل فعال في استراتيجية البيع الدائم، بالمقابل نجد أنه اداة فعالة جداً لاستراتيجية إطلاق المنتجات!
2- النمو المتسارع للمبيعات
طبعاً إن هذه الميزة تأتي كنتيجة للفقرة السابقة.
بما أن سلة المشتريات أو عربة التسويق تبقى متاحة خلال فترة زمنية محددة، يمكنك أن تستغل ذلك لصالحك وتنشر حس الإلحاح لدى الزبائن المحتملين، مما يجعل الزبون المحتمل يشعر أنه لو لم يشترِ الآن، فلن تتوفر لديه أية فرصة أخرى ليقوم بذلك.
وهذا الإحساس له تأثير كبير على سلوك العملاء، تلاحظ أنهم يقبلون على شراء الدورات التعليمية أو كورساتك من دون التفكير طويلاً، مما ينتج عن ذلك تزايد سريع وملحوظ في أرقام المبيعات والفوترة لديك! 😍
3- لا حاجة إلى العمل طوال العام على بيع هذا المشروع
كل ما عليك القيام به هو الانتباه وبذل الجهد المركّز خلال فترة إقامة حدث الإطلاق، قد تمتد هذه الفترة لمدة 3 أو 4 أشهر.
وخلالها يجب التركيز على إثارة تفاعل الجمهور والحصول على نتائج ممتازة من حدث الإطلاق.
4- إمكانية تحقيق أرقام عالية من المبيعات خلال فترات قصيرة جداً
تلتقي هذه الميزة قليلاً مع الميزة الثانية (النمو المتسارع للمبيعات)، ولكن اخترنا ذكرها بشكل منفصل للاشارة إلى الفرص الاستثنائية التي يحملها الإطلاق launch لصاحب العمل الرقمي.
فمن المحتمل أن يمر أسبوع واحد يحقق فيه رائد الأعمال باستراتيجية حدث الإطلاق الهدف المادي الكمي الذي خطط ليحصل عليه خلال شهر أو شهرين (باستخدام استراتيجية البيع الدائم على مدار العام).
5- أداة هامة في توليد رأس المال
يعتبر حدث الإطلاق أداة لا غنى عنها لتحقيق رأس مال لرائد الأعمال!
وهنا يمكن له أن يستغل هذه الأموال والأرصدة المتحققة من بيع دورته التعليمية لتقوية أعماله التجارية في مجالات أخرى أو توسيع نطاق عمله.
يمكنه الاستفادة من جزء من هذا المال في تقوية وتدعيم نظام الأمن المالي الذي يستخدمه لحماية بيانات المستخدمين والزبائن.
مساوئ استخدام حدث إطلاق launch في منتَج رقمي
1- إمكانية تبدل سلوك المستهلكين بسرعة
على الرغم من أننا تحدثنا عن أن العامل المميز في حدث الإطلاق هو إمكانية العمل خلال فترة محددة فقط من العام وربح المال، فإن العكس قد يحدث أيضاً. من المحتمل أن تجد أن سلوك بعض الزبائن قد يتبدل وقد لا يشترون الدورة أو المنتَج الرقمي.
وهذا يؤثر سلباً على أرقام المبيعات.
2- ضرورة الانتباه إلى مصاريفك خلال باقي الأشهر من السنة
باعتبار أن حدث الإطلاق يتم خلال فترة معينة من الزمن، فهذا يعني أنه ستتوقف عن ربح المال في باقي الأشهر من السنة. من هنا تنشأ الحاجة إلى أن تكون منظماً حتى لا ينقصك المال عندما تحتاج له.
3- الجهد والعمل الكبير جداً خلال فترة زمنية محدودة
ما يجب أن نعترف به هو أنه:
لا يمكن اعتبار كل شخص جبار وقادر على تحمل الكثير من العمل والضغط خلال فترة زمنية محدودة أو بشكل متواصل من دون انقطاع على مر أسبوع مثلاً.
لهذا يجب على كل رائد أعمال يفكر في إقامة حدث إطلاق launch لدورته التعليمية أو كورسه أن يأخذ هذه النقطة في عين الاعتبار. من الأفضل له أن يفكر في هذه النقطة قبل أن يتورّط ويقيم حدث الإطلاق ويدرك أنه لا يقوى على النهوض بأعباء الأعمال المرّكزة والتي لا يمكنه التوقف فيها ولا ليوم واحد.
لن يكون هناك عطلة، لن يكون هناك أية استراحة أسبوعية، مما يجعل مناخ العمل روتينياً بعض الشيء. وفي بعض الحالات قد يكون صعباً حتى على فريق الدعم لديك أن يلبي كافة الطلبات!
ما هي الاستراتيجية التي تحقق عائداً أفضل؟ بيع دائم أو حدث اطلاق ؟
تعتمد الإجابة كثيراً على الطريقة والأسلوب الذي تنوي به إدارة عملك التجاري الرقمي.
عند تحديد استراتيجيتك من المهم الانتباه إلى موضوع توزع الأموال والأرباح على مدار العام.
ومن المفيد أن نؤكد على نقطة محددة: لمَن يفكر بين خيار استراتيجية بيع دائم أو حدث اطلاق نلفت انتباهه إلى ما يلي:
“في حدث الإطلاق يمكنك الحصول على عائد مالي أعلى وأكبر خلال فترة زمنية أقل من الوقت، لكنك ستبقى بدون مصدر مالي خلال الفترة المتبقية من العام”.
عند اختيار استراتيجية بيع دائم لدورة تعليمية أو كورس رقمي يكون الربح متوزعاً على مدار العام بالكامل!
مثال رقمي على توزّع الأرباح في حدث إطلاق
تخيل أن عبد العزيز أستاذ من الأردن ، أقام 3 أحداث لإطلاق دورته التعليمية “تعلم فنون الرسم”، وحصد مبلغ USD 35,500 منها خلال مدة عام.
من المحتمل أن يكون هذا المبلغ موزعاً على الشكل التالي:
USD 3,000 خلال حدث الإطلاق الأول؛
USD 9,000 خلال حدث الإطلاق الثاني؛
USD 23,500 خلال حدث الإطلاق الثالث
لاحظ الرسم البياني التالي الذي يوضح توزع المبيعات في أحداث الإطلاق launch:

رسم بياني يوضح توزع المبيعات خلال 3 أحداث إطلاق لبيع دورة تعليمية
من ملاحظ الرسم البياني السابق، تظهر بوضوح فترات أحدث الإطلاق التي تشكل 3 ذروات، أما بين الفترات فلا توجد أية عملية بيع تُذكر. وهذا يشدد على أهمية الانتباه إلى أساليب إدارة الأموال لدى صاحب العمل التجاري خلال مثل هذه الفترات التي لا تتحقق فيها أية مبيعات.
سنرى المثال السابق من وجهة نظر استراتيجية البيع الدائم للدورة التعليمية
لنفترض أن عبد العزيز لم ينفذ أية أحداث إطلاق launch من أجل دورته التعليمية “تعلم فنون الرسم” وطرح دورته للبيع عبر منصة رقمية خلال العام بالكامل، وحصد مبلغ USD 35,500 !
سترى توزع مبيعات دورته التعليمية على الشكل التالي:

مثال رقمي يوضح توزع مبيعات الدورة التعليمية بتطبيق استراتيجية بيع دائمة
من خلال تحليل الرسم البياني السابق، يمكنك أن ترى بوضوح أن الأرباح والعائدات الشهرية تعتبر أقل من تلك التي يتم الحصول عليها باستراتيجية أحداث الإطلاق، ولكنها تتمتع بالاستمرارية على مدار العام!
قد لا يكون حجم المبيعات الشهري كبيراً جداً، لكن تفاعل الجمهور، والتحسينات التي تتم على الأدوات والمعدات والموارد، تسمح للأستاذ عبد العزيز (من مثالنا التخيلي السابق) أن ينمو بأرباحه ويرتقي بها !
بعد أن تعرفت على الفرق في الأرباح وانتشارها من وجهة نظر كل استراتيجية، من المحتمل أنه أصبح لديك فكرة أوضح على سؤالك: بيع دائم أو حدث اطلاق !
لكن قد يعترضك السؤال التالي:
كيف أختار الاستراتيجية الأفضل لأعمالي: بيع دائم أو حدث اطلاق ؟
بعد أن تعرفت على الاختلافات الرئيسية التي تسمح لك بالاختيار بين بيع دائم أو حدث اطلاق ، سوف تتعرف على بعض النقاط التي يجب أن تضعها في عين الاعتبار والتي تساعدك على تقرير الاستراتيجية الأفضل لدورتك التعليمية أو منتَجك الرقمي الذي ترغب في بيعه على الإنترنت !
1- الجهد الذي تجد نفسك مستعداً لبذله
من المهم أن تعرف مقدار الجهد الذي تستطيع بذله لتحقيق أهدافك ونجاح مبيعاتك!
2- اختيار برنامج تسويق بالعمولة
من أحد الأمور التي يجب التفكير فيها هي إذا كنت ستستخدم برنامج للتسويق بالعمولة – برنامج افلييت أم لا!
أي إذا كنت ستعتمد على أشخاص آخرين – لديهم معرفة في تقنيات البيع، ويتمتعون بأساليبهم المؤثرة في ذلك، ولديهم جمهورهم الذي يتفاعل معهم عبر الويب ووسائل التواصل – لمساعدتك على بيع دوراتك التعليمية مقابل عمولة تحددها لهم لقاء كل عملية بيع متحققة.
ففي هذه الحالة قد يكون استخدام استراتيجية بيع دائمة مجدياً أكثر بالنسبة لأعمالك حيث ستتمتع بفرصة تحقيق العديد من المبيعات بالاعتماد على المسوقين بالعمولة وعلى مدار العام بالكامل.
3- مدى السرعة التي تتوقع / تريد فيها الحصول على الربح والمال
إذا كان هدفك تحقيق عائدات مالية سريعة وكبيرة خلال وقت قصير نسبياً، رغبة منك في توليد رأس مال، تعتبر استراتيجية إقامة حدث إطلاق launch مفيدة لك!
4- وجود جمهور تتعامل معه من قبل
لو كان لديك جمهور يتفاعل مع موقعك الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، يتابع أخبارك ومنشوراتك في كل يوم، يمكنك أن تبدأ ببيع دوراتك و كورساتك الرقمية مباشرة وربما لن تحتاج لإقامة وتنظيم حدث إطلاق!
أما لو كان العكس هو الصحيح بالنسبة لك، وليس لديك جمهور، من المهم أن تدرس الجمهور المتوقع جيداً، والبحث عن الأماكن التي يتواجد فيها جمهورك، بالإضافة إلى دراسة الاستراتيجيات التي تساعدك على الوصول إليهم.
من هنا تجد أن:
الاستراتيجية الأفضل بالنسبة لك هي الاستراتيجية التي يمكنك تطبيقها والقيام بها بناءً على معطياتك الواقعية! 😉
ما رأيك في أن تبدأ الآن ؟ لا تفوت عليك الفرصة والوقت!
شاركنا برأيك عبر مساحة التعليقات، شاركنا بكل ما لديك من تساؤلات، أحلام أو أي شيء!
في حال كانت لديك دورة تعليمية أو كورس رقمي، حضرته وترغب ببيعه، ولديك تساؤلات كثيرة حول ذلك، يمكنك التواصل مع فريق الدعم التابع لنا وهو يساعدك على تحويل حلمك إلى واقع!💓
إلى اللقاء في منشور آخر و تدوينة أخرى!
والسلام عليكم!
*تم كتابة هذا المقال بشكل أساسي في شهر تشرين الأول / أكتوبر عام 2016 ، و تم تحديث محتواه الآن ليقدم معلومات أكثر دقة وشمولاً على الإطلاق، بحيث يستفيد منها القارئ بشكل هادف وبطريقة فعالة أكثر!