ما هي الظروف التي يقوم عليها سوق الدورات التعليمية ؟
هل أنت معتاد على نموذج اعطاء دروس على السكايب فقط؟ الآن حان الوقت لتستفيد من التكنولوجيا بشكل أكبر.

مقدمة عن سوق الدورات التعليمية :
إذا كان هناك سوق يشهد نمواً ملحوظاً في أيامنا هذه فهو سوق الفيديوهات التعليمية. هناك أعداد متزايدة من الناس يسعون لتعلم مهارات جديدة وتطوير قدرات جديدة، سواء لرغبتهم في التقدم الشخصي مهنياً أو لمجرد هواية.
في ظل هذا السيناريو، تبرز الدورات التعليمية الحل الأمثل الذي يقدم ذلك. من خلال هذه الكورسات يمكنهم تعلم أي مجال كان، حتى الأشخاص الراغبين في مزاولة ريادة الأعمال و بحاجة لتعلم بعض المهارات، يأتي السوق ويقدم لهم بحراً وافراً من الفرص.
من ناحية أخرى، إذا كانت مشاهدة الدورات على شكل فيديوهات تحتاج إلى جهاز حاسوب في الماضي، اليوم يمكن للشخص مشاهدة المحتوى التعليمي عن طريق جهاز الايفون أو الجهاز اللوحي، ومن أي مكان يتوفر فيه اتصال بالانترنت.
من خلال هذا الأسلوب التعليمي المعاصر ، يمكن للمدرس أو المعلم أن يصل لأعداد كبيرة من الناس، ويتمتع الطالب بحرية واستقلالية أكبر بشأن العملية التعليمية.
المزايا التي يمكن أن تتحقق من هذا الأسلوب الحديث كبيرة ولا تحصى، ولا يمكن اعتبار النمو الذي يشهده هذا السوق وليد الصدفة.
انطلاقاً من هذا المشهد، فكرنا في كتابة هذا المنشور، سنحلل طريقة عمل سوق الدورات التعليمية ، ونتعرف على حقيقة الواقع الراهن والتي تثبت أن التعليم عن بعد ليس عبارة عن مجرد ميل أو اتجاه معاصر فقط، بل هو حقيقة راهنة يجب أن تتعرف عليها!
النمو الحاصل في سوق الدورات التعليمية في العالم
إننا نعيش في ظل عالم مجهز بشبكة واسعة من الاتصالات. مع نمو الوصول إلى الوسائل التكنولوجية مثل انتشار السمارت فون، الأجهزة اللوحية (الآيباد) والحواسيب، ظهرت طرق جديدة لاستهلاك المحتويات التعليمية.
تعد الدورات التعليمية online courses نموذج حديث للتعليم عن بعد يزداد الإقبال عليه تدريجياً. حتى المؤسسات التعليمية التقليدية بدأت بإعداد ونشر الكورسات اونلاين، والتي تتراوح مدتها بين قصيرة وطويلة، بحيث يمكن للطلاب من مختلف أنحاء العالم الدخول إليها.
لم تكن الأرقام العامل الوحيد الذي اختلف، بل أيضاً شهد العالم تنوعاً في طرق التعليم عن بعد وابتكار أساليب تعليمية رائدة وحديثة.
حتى بعض الجامعات المعروفة على مستوى العالم، مثل هارفارد و أوكسفورد تقدم كورسات تعليمية مجانية.
وهذا يبرهن على أن العالم كله بات يعترف بأهمية وفائدة سوق الدورات التعليمية كطريقة لنشر ديمقراطية التعليم، من خلال تقديم المحتوى القيم والقابل للاستهلاك والدراسة من أي مكان وفي أي زمان.
لمحة عن سوق الدورات التعليمية والكورسات في العالم العربي
من الجدير بالاهتمام والنظر هو تزايد ظاهرة إقبال السكان في البلاد العربية: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على التعلم اونلاين، واتباع كورسات ودورات تعليمية أونلاين.
ففي دراسة نشرها موقع Statista تم إجراؤها على شريحة من السكان بلغ عددهم 4411 شخص، من مختلف الدول: آسيا، الأردن، لبنان، قطر، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، تونس، وغيرها في عام 2017 شملت السكان المحليين.
أسفرت نتائج الدراسة عما يلي:
تصدرت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى بين الدول التي يقبل سكانها على استخدام الدورات التعليمية اونلاين، حيث حصدت النسبة 14%.
تليها دولة قطر، والإمارات العربية المتحدة بنسبة 7% و 6% على التوالي، كما شاركت دولة تونس بنفس النسبة: 6%
أما الأردن ولبنان فكانت النسبة 3%. (بحسب الموقع وكما توضحه الصورة التالية):

واقع الإقبال العربي المتزايد على سوق الدورات التعليمية والكورسات اونلاين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
مصدر الصورة: موقع Statista
وهذا يشير إلى أن الوطن العربي يسير حقاً وبسرعة نحو مواكبة التقدم والتطور، وتسخير الانترنت لصالحه لما يقدمه من إمكانية الدراسة من المنزل، وهذا يؤمن بيئة ملائمة جداً للسيدات والنساء الأمهات اللواتي يرغبن في تطوير أنفسهن والعمل من المنزل فيما بعد.
هل شعرت بالمزيد من الحماس لذلك؟ إذاً حان الوقت لقراءة الفقرة التالية والتي تضعك على الطريق الصحيح وتوضح لك بعض التفاصيل والحقائق عن الاتجاهات والميول السائدة التي تحكم سوق الدورات التعليمية على الانترنت.
الاتجاهات والميول الأساسية السائدة في سوق الدورات التعليمية
كما نرى، يزداد الإقبال على سوق الكورسات اونلاين والتعليم عن بعد باضطراد خلال العقد الأخير من الزمن.
ويزداد هذا السوق اتساعاً من خلال ظهور اتجاهات وميول جديدة.
ولا يتعلق هذا النوع من الدراسة بمجرد استهلاك المحتوى وتراكمه وتكديس الاختبارات، بل يقوم على تعلم حقيقي من شأنه أن يحدث تغييرات كبيرة وجذرية على صعيد الحياة الشخصية أو المهنية للطالب.
وهذا يشكل أحد الأسباب الرئيسية التي تفسر النمو الكبير الحاصل في سوق الكورسات التعليمية عن بعد، خصوصاً الأنواع التي نسميها الكورسات الحرة.
نقصد بالكورسات الحرة تلك الكورسات التي تفسح المجال للمرء بالدراسة بشكل حر والاختصاص خارج الوسط الأكاديمي. أي لا داعٍ مثلاً لاجتياز اختبار الثانوية العامة لدراسة اختصاص معين بشكل تقليدي.
لكن هذه الكورسات ليست الاتجاه الوحيد السائد في السوق، بل هناك سلسلة من الاتجاهات الأخرى:
1- التعلم المصغر أو Microlearning
هو اتجاه قوي سائد في مجال الكورسات أونلاين، والذي يقدم مواد تعليمية بجرعات أصغر، على شكل وحدات تعليمية modules فقط.
بهذا الأسلوب، يمكن للطالب التعلم وملاحظة المحتوى بشكل مبسط وأقل تعقيداً، ما يمثل استراتيجية معروفة باسم كبسولات المعرفة أو جرعات المعرفة.
وهذا يعني أن الطالب يكتسب المعرفة شيئاً فشئياً كل يوم. فمن السهل أن تتعلم من خلال مشاهدة فيديوهات قصيرة المدة أو نشاطات صغيرة، وهذا يعني إدارة أكثر كفاءة للمعرفة وعلى مر الوقت.
2- التعلم بالألعاب gamification
نلاحظ في أيامنا هذه أن نموذج التعلم بالألعاب حاضر في كل مرة بشكل متزايد على مر السنوات.
هذا يشكل صيغة تساعد المتعلم على الكسب، نيل علامات أو درجات ترافق مراحل تقدم المتعلم.
من أسباب الإقبال على هذا الاتجاه هو المظهر المرئي لألعاب الفيديو الذي يأسر انتباه الطالب بينما يحفّزه ذلك على متابعة التعلم رغبة منه في كسب المزيد من النقاط والجوائز.
يمكن للكورسات التي تدعم ميزة التعلم بالألعاب أن تقدم محتويات على حسب مستوى الصعوبة التي يمكن للطالب إتمامها، فيحصل الطالب على عملية تعلم رائعة وأكثر شمولاً.
3- التعلم عبر الأجهزة المحمولة Mobile Learning
لقد أصبح استخدام الأجهزة المحمولة حقيقة راهنة لا يمكن تجاهلها إطلاقاً في سوق الدورات التعليمية . بالنسبة لجزء كبير من المستخدمين، يعتبر الوسط الأساسي للتعلم والدخول إلى الانترنت.
في دراسة نشرها موقع Statista يمكننا أن نستنتج الزيادة الحاصلة في إقبال المستخدمين، من جميع أنحاء العالم، على استخدام الهواتف المحمولة mobile لتصفح الانترنت.
من المحتمل أننا مقبلون على عالم واعد لمستخدمي الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، من المتوقع أن تزداد حركة استخدام البيانات في العالم عبر الأجهزة المحمولة بمعدل 7 أضعاف ما بين العامين 2017 و2022.
كما بلغ عدد السكان الذين يستخدمون الأجهزة المحمولة في العالم حوالي 4 مليارات مستخدم وحيد حسب احصائيات أبريل لعام 2019 (من ذات الموقع)

زيادة الاقبال الملحوظ على استخدام الأجهزة المحمولة للدخول إلى الانترنت
مصدر الصورة: موقع Statista
إن الاختلاف الذي يميز التعلم عبر الهواتف المحمولة عن غيرها من الصيغ هو أنه تم التفكير به بشكل خاص ليلائم حجم شاشات الهواتف والأجهزة المحمولة الأخرى من آيباد وغيرها.
وهو الصيغة المثالية لتطبيق أسلوب التعلم من خلال الألعاب gamification والتحفيز على التفاعل بين المتعلم والمادة التعليمية.
4- التعليم المدمج Blended Learning
يُعد التعليم المدمج Blended Learning اتجاهاً يزداد الاقبال عليه ويتميز بحضوره القوي في مؤسسات التعليم العالي.
وهو الصيغة التي تجمع بين التعليم المكاني التقليدي وكذلك التعليم أونلاين. وهذا يعني أن الطالب يتعلم في صالة الدرس أو الصف لكنه يتمتع بالدخول إلى الوسط الافتراضي أيضاً.
5- المساعدات الافتراضية
كما نسميها باللغة الانجليزية: Virtual assistants وهي أدوات يتم استعمالها بكثرة بواسطة المعاهد والمدرسين والمؤسسات التعليمية، باعتبار أنهم يستخدمون المزايا التي يقدمها الذكاء الصناعي لمساعدة الطلاب على تحسين مهاراتهم.
هناك أدوات ومعدات في الذكاء الصناعي أو ذكاء الآلة تساعدك على تحليل أداء الطلاب أثناء الكورس.
بالإضافة إلى جمع البيانات لتخصيص تجربة الطالب، يضمن هذا الأسلوب حالة من التفاعل بين الدارسين، ويقدم لهم العون والمساعدة اللازمة.
ما فائدة الاستثمار في سوق الدورات التعليمية اونلاين؟
لا يزال هناك الكثير من الناس الذين يعانون من بعض الشك حول مدى فعالية هذا السوق، واستخدام الانترنت للدراسة والتعليم.
لكن بالمقابل، كثير من الناس يعلمون أن الكورسات أونلاين هي أفضل طريق لمَن يسعى للحصول على الكفاءة المهنية أو تعلم مهارات جديدة، حتى لو كانت مجرد هوايات.
تتمتع كورسات التعليم عن بعد بمزايا كبيرة، الراحة في المشاهدة في أية بيئة كانت، يمكن للطالب الدخول إلى الكورس من المنزل، في أثناء وقت الفراغ أو في الباص مثلاً أثناء ذهابه من البيت إلى العمل.
بالنسبة للمدرسين، يقدم السوق العديد من المزايا. بالإضافة إلى مشاركة المعارف مع الكثير من الناس، يعتبر إنتاج المحتوى الرقمي وبيعه على الانترنت أسلوباً رائعاً في ريادة الأعمال وربح المال.
المجالات المتنوعة والواعدة لإعداد دورات تعليمية اونلاين
مَن يرغب في البدء بالعمل في سوق الدورات التعليمية اونلاين يجب قبل أي شيء أن ينظر إلى المجال أو القطاع السوقي الذي يريد العمل فيه.
عندما يتعلق الأمر بالتعليم عن بعد، هناك عالم واسع جداً من المجالات والإمكانيات إذا كنت تريد البيع.
لتتعرف على هذا السوق أكثر، خصصنا لك بعض المجالات الملائمة للعمل وإعداد المحتوى وبيعه على الانترنت:
1- التنمية الذاتية والمهنية
كما يمكننا أن نرى في عالمنا اليوم، يصبح سوق العمل أكثر تنافسية و حدّة مع الوقت، ومع هذا ازداد عدد السكان الذين يسعون وراء الكورسات التي تساعدهم على التقدم والتطور الشخصي.
هم أشخاص يسعون وراء تحسين مهاراتهم في التواصل، إلقاء المحاضرات وتقديم الشروحات، اكتساب المزيد من الاستقلالية وتقدير الذات وتحسين الأداء على الصعيد الشخصي داخل الشركة.
لهذا السبب يتسع هذا المجال للعمل في الاستشارات والتدريب والإرشاد، تعليم التسويق للذات، تعليم الإنتاجية، التقدم في المهنة، زيادة الثقة بالنفس، تحفيز الذات، تغيير المهنة والعمل، إدارة وتنظيم الوقت، إدارة المصروفات…الخ
2- التسويق الرقمي أو الديجيتال ماركتنج
يعد التسويق الرقمي أو Digital Marketing مجالاً يقوم على الكثير من الفرص لمَن يعمل في هذا المجال.
ضمن هذا المجال تعثر على العديد من المجالات أو الأقسام الفرعية: تقنيات السيو، الحركة المدفوعة، التسويق الشخصي على شبكة لينكد إن، التسويق على السوشيال ميديا، التسويق عبر البريد الالكتروني، التسويق بالمحتوى وغيرها من الأساليب الهامة والفعالة.
سواء الأشخاص المختصين في هذا المجال أو الناس الراغبين في إحداث نقلة نوعية في حياتهم وتغيير مهنتهم، استغلال العمل في مجال التسويق يسعون وراء تعلم مثل هذه الأنواع من الكورسات والدورات.
بالإضافة ذلك، أي عمل تجاري يعتمد على التسويق للبيع، وفي هذا الصدد، يعد المجال الرقمي أفضل الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها.
3- الصحة والعيش السليم
تعد الصحة موضوعاً من الموضوعات التي كسبت المزيد من الاهتمام خلال السنوات الأخيرة الماضية. بشكل متزايد، نلاحظ المزيد من الناس يهتمون بأسلوب حياتهم، بطريقة تغذيتهم ومشروبهم.
فليس وليد الصدفة أن نرى الكثير من كاتبي المدونات يتمتعون بملايين المتابعين على وسائل التواصل واستغلال هذا المجال.
لكن عندما نتحدث عن الصحة، لا نعني بهذا المجال فقط الطعام والتمارين الرياضية، بل يمكن أيضاً إعداد الدورات التعليمية والكورسات التي تتحدث عن المجالات التجميلية، المعالجة الفيزيائية، مجال العناية بالجسم، الوصفات الصحية الخفيفة… الخ
4- المواد الدراسية والتعليمية المدرسية
نعم، الأمر تماماً كما قرأت في هذا السطر.
إذا كنت طالباً في المرحلة الجامعية تدرس اختصاصاً معيناً، يمكنك استغلال معرفتك في هذا الفرع أو المجال ووضع خطة كورس تعليمي تساعدك على إعداد دورة تعليمية ناجحة تدرّس من خلالها هذا المجال.
إذا كنت مدرساً في مدرسة أو جامعة ولديك خبرة طويلة من العمل والتدريس، فلماذا لا تستغل هذه الخبرة وتوصلها إلى جميع الطلاب المتواجدين في العالم، وليس فقط على مستوى المدينة أو المحافظة؟
يمكنك إعداد كتاب رقمي (كتاب الكتروني) تنشر من خلاله معارفك وتبيعها على الانترنت وتكسب المال منها أيضاً.
كما يمكنك إعداد العروض التقديمية من خلال برنامج البور بوينت، وبيعها على الانترنت عبر منصات مخصصة لبيع الدورات والمنتجات الرقمية اونلاين.
خاتمة
كما رأيت في هذا المقال، مع عصر التكنولوجيا والانترنت، لا مجال للشك في أن العالم كله يتجه نحو الوسط الافتراضي، وكنتيجة على ذلك، يزداد إقبال الطلاب للعمل في سوق الدورات التعليمية أو الكورسات الرقمية .
يقوم هذا الأسلوب على منح المزيد من الراحة والاستقلالية للطالب في اختيار النمط والأسلوب الذي يفضلونه للدراسة، وكذلك يساعد المدرسة أو المدرس على تأمين مستوى معيشة أفضل لعائلاتهم خصوصاً لأنه يساعد على العمل وهم في المنزل.
ما رأيك بهذا المقال؟ هل لديك أية تساؤلات؟ هل تحمست للعمل أو تريد البدء فوراً؟ هل لديك أية تجربة أو متردد في هذا المجال؟ لا تقلق، يمكننا التحدث معاً عبر مساحة التعليقات في الأسفل أو عبر البريد الالكتروني arab.user@hotmart.com
نترك لك في الختام مقالاً يتحدث عن أهمية إعداد اختبار للدورة أو الكورس التعليمي ومدى فائدة ذلك للطلاب
بالتوفيق
إلى اللقاء في تدوينة أخرى ومنشور آخر
السلام عليكم